السبت، 27 ديسمبر 2008

4 / 9 / 2003

صباح الخير او مساؤه على حسب الوقت اللى انتو بتقرو فيه التوبيك النهارده عايز اتكلم على حاجه جد ( قال يعنى اللى انا اتكلمت عليه قبل كده كان تهريج – ماعلينا ) .. التبويك بتاع النهارده عايز اتكلم فيه عن التواريخ فى ناس بتقول ان حياه البنى ادم عبارة عن الخبرات اللى بتعدى بيه و ناس تانيه بتقول انها عباره عن المواقف اللى بيعيشها و ناس تالته بتقول انها عبارة عن الاشخاص اللى بيقابلهم و بيتاثر يبهم و بياثر فيهم كل ده صح لانى بأظن ان كل الاراء دى صح لان حياه البنى ادم عامله زى الكوره .. شكل دائرى مالوش بدايه و مالوش نهايه .. مالوش و ش و برضه مالوش ضهر .. يعنى .... الموضوع بيعتمد على شخصيتك و الزاويه اللى بتبص على حياتك منها انا النهارده اخترت زاويه التواريخ .... حياه اى انسان عباره عن شويه تواريخ , بعضها اهم من البعض الاخر بص كده على أى حدث او خبره او موقف فى حياتك تلاقيه مرتبط بتاريخ و يمكن لو ركزت شويه تكتشف ان اى بنى ادم ( بما فيهم حضرتك طبعا ) مش اى حاجه تانيه غير شويه التواريخ دى اول و اهم تاريخ فى حياه اى حد هو طبعا تاريخ ميلاده و بعد كده تتوالى التواريخ و انت اللى بترتبها حسب اهميتها انا النهارده هتكلم عن تاريخ واحد بس يمكن مش اهم تاريخ فى حياتى بس اكيد كان اكتر تاريخ جوهرى فى حياتى .. التاريخ اللى بجد و حرفيا حياتى قبله مش زى حياتى بعده .. التاريخ ده هو اليوم اللى والدى اتوفى فيه .. انا متاكد انى لغايه ما اموت عمرى ماهنسى اليوم ده ولا اليومين اللى سبوقه والدى قبل وفاته بست شهور كده كان عيان أوى .. سرطان فى الكبد زى اغلب المصريين الكبار اللى نزلو الترعه و هما صغيرين و ماتعالجوش من البلهارسيا لغايه ماكبرو و دوده البلهارسيا كبرت معاهم ز خربت كبدهم , و زى كتير من المصريين الشباب و الرجاله و حتى الاطفال اللى سبب تخريب كبدهم مش البلهارسيا المرة دى انما الاكل المسرطن و ميه الشرب المخلوطه بميه المجارى و الصرف الصحى و الهم اللى هما عايشين فيه .. ما علينا مش ده موضوعنا والدى كان زى كل الجيل القديم , عارفين انتو الجيل بتاع السمنه البلدى و الرياضه و كده .. الناس اللى كانت ممكن تدخل فى حيطه و تهدها .. اهو ده كان والدى و فجأه تشوف الجسم بيخس و بيضعف .. و الصوت اللى كان بيزلزل بيوطى .. و الضهر اللى كان مفرود بينحنى .. و تحس ان الشخص اللى قدامك ده انت ماتعرفوش انا ماكنتش ابن بار بوالدى بالعكس كانت لحظات خناقنا اكتر بكتير من لحظات صفونا .. و ساعه ماشفته كده و ضفت اد ايه هو كان مستسلم و شفت العذاب ( و دى كلمه اقصدها بمعناها الحرفى ) اللى هو كان فيه اكتشفت ان قمه الحب اللى اقدر اعمله هو ان ادعى ان ربنا يخلصه من العذاب ده باى تمن هو لو كان التمن هو موته .. و صدقونى ده مش كره و لا يأس من رحمه ربنا بس لما مايكونش فى ايدك أى حاجه تعملها غير الدعا صدقنى أى حد ممكن هيدعى باللى انا دعيت بيه و أى حد ممكن يقول عليا أى اوصاف احب اقوله انه مايحسش بالنار غير اللى ماسكها .. ما علينا قبل وفاه والدى باسبوعين نزل معايا جددنا رخصه العربيه و بعديها سافر المنيا عند عماتى .. انا ماسافرتش عشان كنت هاقابل بنت أعرفها والدى رجع من البيت على المستشفى اللى قعد فيها يوم و نص و بعدين ربنا رحمه وده كان التاريخ اللى عمرى ماهنساه .. تاريخ لما غسلت والدى .. لما كفنته .. لما نزلت معاه قبره و قبر والده و اهله و نيمته على جنبه اليمين و قريت الشهاده فى ودنه و سيبته و طلعت و من يوميها عدت عليا تواريخ كتير كنت كل تاريخ فيهم مستعد اعمل اى حاجه عشان والدى يكون معايا تاريخ لما اتخرجت من الجامعه .. انا كنت ضاحك على والدى و مفهمه انى خلصت و لما خلصت بجد اتصلت بامى و قلتلها انى خلصت و كلمت عمتى اللى هى امى التانيه و برضه عرفتها انى خلصت و ماقلتش لاى حد بعد كده انى خلصت غير لما سافرت لوحدى و رحت لقبره و قلتله انى خلصت بجد و انى اتخرجت بجد بجد لو ممكن اعمل اى حاجه عشان يكون حنبى ساعتها و اشوف فى عينه الفرحه و يقولى انى دلوقتى راجل و لازم اعتمد على نفسى كنت عملتها .. و تواريخ تانيه كتير منها اللى عدى و اللى لسه معداش زى تاريخ لما اتجوز و يكون معايا فى الفرح و يستقبل الناس و يحضنى و يتصور معايا .. تاريخ لما يشيل ابنى و حفيده و يسمى فى ودنه .. تاريخ لما يشوفنى بقيت بجد انسان غير اللى كان يعرفه .. انسان بجد و راجل بجد و ابنه بجد عشان كده انا عايز اطلب من اللى بيقرا التوبيك ده حاجتين .. أول حاجه انه يدعى لوالدى بالرحمه و الحاجه التانيه انه يروح على والده .. والدته .. او اى حد غالى عليه و يحضنه و انا عن نفسى باتمنى ان الحد ده يكون معاكو فى كل التواريخ بتاعته الوحشه قبل الحلوة و سلام دلوقتى